في دولة الغاز والبترول.. امتلاك سيارة حلم بعيد عن متناول المواطن الجزائري

هبة بريس

في الوقت الذي أصبح فيه امتلاك سيارة أمرًا متاحًا حتى للمراهقين وذوي الدخل المحدود في دول أفريقية مجاورة مثل المغرب، لا يزال هذا الحلم بعيد المنال بالنسبة للكثيرين في الجزائر، حيث تعاني البلاد من أزمة حادة في قطاع السيارات نتيجة مجموعة من العوامل المتشابكة.

ارتفاع قياسي لأسعار السيارات

وتشهد السوق الجزائرية ارتفاعًا قياسيًا في أسعار السيارات الجديدة والمستعملة، في ظل ندرة حادة في المعروض، ما جعل امتلاك سيارة أمراً بالغ الصعوبة.

ومنذ سنوات، توقفت عمليات استيراد السيارات الجديدة، باستثناء عام 2023، حينما دخلت أكثر من 150 ألف مركبة إلى البلاد، إلا أن الاستيراد توقف مجددًا دون تحديد موعد لاستئنافه.

وتفاقمت الأزمة مع إغلاق مصانع تركيب السيارات خلال فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، ليظل الجزائريون عالقين في دوامة الانتظار دون حلول واضحة في الأفق.

الاصطفاف أمام صالات العرض

ومؤخرًا، أعلنت شركة “فيات” في وهران، التابعة لمجموعة “ستيلانتيس”، عن زيادة الإنتاج وإطلاق طراز جديد، ما دفع آلاف المواطنين إلى الاصطفاف أمام صالات العرض في مشهد عكس حجم الترقب لهذه الفرصة النادرة.

وفي سياق متصل، كشفت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمارات عن مشروع جديد لشركة “هيونداي” الكورية الجنوبية، بقيمة 400 مليون دولار، بالشراكة مع مجموعة بهوان العمانية، وهو ما أعاد بعض الأمل في إمكانية تحسن الوضع.

شح العرض

ورغم هذه التطورات، لا يزال العديد من الجزائريين متشككين في إمكانية امتلاك سيارة بسهولة، خاصة مع استمرار الأسعار في الارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة نتيجة شح العرض.

وحتى مع انطلاق المشاريع التصنيعية الجديدة، يرى خبراء السوق أن التأثير الإيجابي على الأسعار لن يكون ملموسًا إلا بعد بدء الإنتاج الفعلي وضمان تدفق منتظم للمركبات إلى السوق.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى