بعد اعتدائها على سيادة مالي.. طيش الجزائر وتهورها يجر المنطقة لحرب محتملة

هبة بريس ـ الدار البيضاء

في تطور خطير ينذر بتصعيد غير مسبوق في منطقة الساحل، أقدم الجيش الجزائري على إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي، بعد اختراقه للمجال الجوي لدولة مالي، في خطوة وصفت من قبل خارجية مالي بأنها عدوانية واستفزازية، تعكس تصرفات غير محسوبة قد تفتح باب مواجهة إقليمية مفتوحة.

الحادثة، التي وقعت قبل أيام، فجرت موجة من الغضب وردود الفعل الدبلوماسية، إذ أعلنت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، الدول الثلاث التي تشكل تحالفا استراتيجيا في المنطقة، عن سحب سفرائها من الجزائر، في رسالة واضحة مفادها أن التصرفات المتهورة للجزائر لم تعد مقبولة، لا سياسيا ولا عسكريا.

هذا التصعيد ليس حدثا معزولا، بل يأتي في سياق توتر متنام بين الجزائر والدول الثلاث، منذ إعلان الأخيرة انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) وتوجهها نحو إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، بعيدا عن المحور الذي تقوده الجزائر.

في المقابل، تلتزم الجزائر خطابا مزدوجا، ففي الوقت الذي تدعي فيه الحياد وتدعو إلى الحوار، لا تتردد في التدخل العسكري والميداني في شؤون جيرانها، ما يثير تساؤلات جدية حول نواياها الحقيقية، وإلى أي حد يمكن لطموحاتها الإقليمية أن تجر المنطقة إلى صراع شامل قد تندم عليه أشد الندم.

ويبقى السؤال المطروح بإلحاح اليوم: هل تدرك الجزائر عواقب مغامراتها غير المحسوبة؟ وهل هي مستعدة لتحمل تبعات إشعال حرب في منطقة هشة أصلا، تعاني من الإرهاب والهشاشة الاقتصادية والأزمات الإنسانية؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى