الاستثمارات صفر والقطارات معطلة.. جزائر تبون تخذل تونس قيس سعيد

لا تفوت الجزائر أي مناسبة لتستدعي الرئيس التونسي قيس سعيد، وتستقبله بحفاوة بالغة، في مشهد يُذكر باستقبالات الرئيس عبد المجيد تبون، وكأنها تريد إيصال رسالة مفادها أن العلاقات بين البلدين في أفضل حال. لكن وراء هذه الاستعراضات الدبلوماسية، يخفي الواقع قصة مختلفة تمامًا.

ورغم تصدر الجزائر لمشهد “الأخ الأكبر” في المنطقة، فإن تونس التي تعاني من أزمات اقتصادية خانقة لم تجنِ سوى القليل من هذه “الأخوة”.

فبدلاً من أن تقدم الجزائر يد العون لشعب يعاني من تدهور الوضع المعيشي، يبدو أنها تدفع بتونس نحو نموذج الحكم الشمولي، تحت غطاء خطابات دستورية براقة.

ولا توجد بين البلدين أي مشاريع استراتيجية حقيقية، ولا سوق اقتصادية مشتركة، ولا حتى اتفاقيات قادرة على خلق فرص عمل أو تحريك عجلة التنمية.

وكل ما في الجعبة خطابات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما يبقى الواقع الاقتصادي على حاله.

وفي توقيت غريب، مع حلول عيد الفطر، جاء الإعلان عن تعطيل خط السكك الحديدية الرابط بين الجزائر وتونس، ليضيف إحباطًا جديدًا إلى قائمة الإخفاقات المشتركة.

وأعلنت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية عن توقف الرحلات بين البلدين من 30 مارس إلى 4 أبريل 2025، مع تقديم اعتذار شكلي للمسافرين عن “الإزعاج”.

واللافت أن هذا الخط البسيط، الذي لا يقارن بشبكات القطارات المعقدة كتلك التي تربط باريس بلندن عبر نفق المانش، يفشل في الاستمرار حتى في أبسط أشكاله.

وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة عن جدوى هذه “الأخوة” التي لا تتحول أبدًا إلى مشاريع ملموسة على الأرض.

وبينما تتباهى الجزائر بعلاقتها مع تونس على المستوى السياسي، يبقى السؤال: أين هي الثمار التي يجنيها الشعب التونسي من هذه العلاقة؟ الإجابة واضحة في غياب أي إنجاز حقيقي، وفي تعطل حتى أبسط الخدمات بين البلدين. فهل العلاقات تُقاس بالخطابات أم بالنتائج؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى